بسم الله الرحمن الرحیم
وَما لَكُم لا تُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ وَالمُستَضعَفينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالوِلدانِ الَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا أَخرِجنا مِن هذِهِ القَريَةِ الظّالِمِ أَهلُها وَاجعَل لَنا مِن لَدُنكَ وَلِيًّا وَاجعَل لَنا مِن لَدُنكَ نَصيرًا (آیه 75، سوره نساء)
ان معرفة العدو من اهم مواضيع التي شدّدت عليها الشريعة الاسلامية كمكتب يهدي الانسان الى الكمال وحسن التربية. فمن الحري ان يعرف الانسان هل هو فعلا يقف بجانب المسلمين والمستضعفين في الارض والمظلومين ام يقوم بنصر المستكبرين والظالمين؟ فان الله عز وجل قال: "يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْکافِرينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنينَ أَ تُريدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْکُمْ سُلْطاناً مُبيناً".
كما قال تبارك وتعالى في موضع آخر من كتابه الكريم: "یَآ أیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْیَهُودَ و النَّصَارَی أوْلِیَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْکُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمينَ". فانظروا كيف اتخذ الكثير من حكام العرب اعداء الامة الاسلامية من اليهود والنصارى اولياء يتعاطفون معهم ويتآمرون على ابناء الشعب المسلم كما ان آخر من سلسلة الانتهاكات التي قاموا بها هؤلاء كان اعدام كوكبة من الشيعة تم ذبحهم على يد آل سعود.
كان الامام امير المؤمنين علي عليه السلام يوصي ابنائه بان کونوا للظالم خصما وللمظلوم عونا كما كان يوصي ايضا صحابته كمالك الاشتر النخعي بالدفاع عن المستضعفين والملهوفين قائلا:
وَاجْعَلْ لِذَوِي الْحَاجَاتِ مِنْکَ قِسْماً تُفَرِّغُ لَهُمْ فِيهِ شَخْصَکَ، وَتَجْلِسُ لَهُمْ مَجْلِساً عَامّاً، فَتَتَوَاضَعُ فِيهِ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَکَ، وَتُقْعِدُ عَنْهُمْ جُنْدَکَ وَأَعْوَانَکَ مِنْ أَحْرَاسِکَ وَشُرَطِکَ، حَتَّى يُکَلِّمَکَ مُتَکَلِّمُهُمْ غَيْرَ مُتَتَعْتِع، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله و سلم يَقُولُ فِي غَيْرِ مَوْطِن: «لَنْ تُقَدَّسَ أُمَّةٌ لاَ يُؤْخَذُ لِلضَّعِيفِ فِيهَا حَقُّهُ مِنَ الْقَوِيِّ غَيْرَ مُتَتَعْتِع». ثُمَّ احْتَمِلِ الْخُرْقَ مِنْهُمْ وَ الْعِيَّ، وَ نَحِّ عَنْهُمُ الضِّيقَ وَالاَْنَفَ يَبْسُطِ اللهُ عَلَيْکَ بِذَلِکَ أَکْنَافَ رَحْمَتِهِ، وَيُوجِبْ لَکَ ثَوَابَ طَاعَتِهِ. وَأَعْطِ مَا أَعْطَيْتَ هَنِيئاً، وَامْنَعْ فِي إِجْمَال وَإِعْذَار. ثُمَّ أُمُورٌ مِنْ أُمُورِکَ لاَ بُدَّ لَکَ مِنْ مُبَاشَرَتِهَا، مِنْهَا إِجَابَةُ عُمَّالِکَ بِمَا يَعْيَا عَنْهُ کُتَّابُکَ، وَمِنْهَا إِصْدَارُ حَاجَاتِ النَّاسِ يَوْمَ وُرُودِهَا عَلَيْکَ بِمَا تَحْرَجُ بِهِ صُدُورُ أَعْوَانِکَ. وَأَمْضِ لِکُلِّ يَوْم عَمَلَهُ، فَإِنَّ لِکُلِّ يَوْم مَا فِيهِ.
فان تسمیة الأسبوع الثاني من يوليو تموز بأسبوع حقوق الإنسان من منظر الامریکایین فرصة التعرف على الجرائم المدعین المطالبين كاذبة حقوق الإنسان، الذي قال القائد الکبیر آية الله الخامنئي (دامت برکاته) :إذا أراد أي شخص أن يكتب الجرائم الأمريكية ، فبالیقین أنه سيكون كتابًا كبيرًا.
فان المنافقین الاعمی، هؤلاء العملاء الاجراميين الأمريكيين اغتالوا ایة الله الخامنئی في 6 يوليو 1981 والحمد لله رب العالمين صانه الله تعالیمن ذلک الحدثان و بسرعة في اليوم التالي، في السابع من يوليو 1981 قصفوا في مقر الحزب الجمهوري الإسلامي و استشهد الشهيد آية الله بهشتي واثنان وسبعون من أصحابه ببراءة .
والمفجرون یعیشون سنوات عديدة لدعم البلدان الأوروبية والغريب أن أولئك الذين يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان ینبحون الآن مئات من المنافقين الذين أصاب أيديهم فی دم اکثر من سبعة عشر ألف الأبرياء، ويستخدمونها للقيام بمهام إرهابية في جميع أنحاء العالم.
من بين الجرائم الكبرى التي ارتكبتها الولايات المتحدة في 7 يوليو 1987 ، كان القصف الكيميائي لسردشت وقتل الآلاف من المسلمين والسنة على يد المجرم "صدام" ، الذي كانت تدعمه باستمرار الولايات المتحدة خلال الحرب المفروضة.
والأهم من ذلك إطلاق الصواريخ على طائرة الركاب الایرانی في الخليج الفارسي في 3 يوليو 1988 بواسطة حاملة أمريكية ، وأكثر من 290 شخصًا عاديًا حوالي 60 منهم من الأطفال ، قُتلوا في السماء وانهاروا في البحر.
امریکا إذا كان السكان البشريون مهمين له ، فلماذا تم إقالة العديد من الملايين من الهنود الأمريكيين والدماء والآن أكثر من ثلاثين مليون شخص يتعرضون للقمع الأمريكي وحرمانهم من العديد من الحقوق الاجتماعية وتعذيبهم في سجون مروعة تقع في مكانها! إذا كان السكان البشر مهمين له، فلماذا ، خلال سنوات احتلال العراق ، أطلق العديد من الناس النار وقتلوا الناس؟
ان كان البشر مهتم لامریکا ، فلماذا لاحتلال أفغانستان وللحصول على صفقة المخدرات العالمية ، بالنظر إلى أنه بعد مجيء الولايات المتحدة إلى أفغانستان ، كانت زراعة الأفيون والمخدرات في البلاد أربعين مرة ، حتى الآن ، عشرات الآلاف من الناس استشهد الناس من هذا البلد؟
لقد أطاحت الولايات المتحدة بأكثر من 60 حكومة وطنية وشعبية في العالم ووضعت عملائها كتاب الجرائم الأمريكية كتاب كثيف ولا يدخل في هذا المقال.
إن أمريكا ، إذا كان ابناء البشر مهمون لها ، فلماذا لم تفعل شيئًا فقط ضد مذبحة الفلسطينيين من قبل الصهاينة على مختلف المستويات، بل استخدمت حق النقض دومًا ضد القرارات التي تدين النظام الصهيوني في الأمم المتحدة.
الولايات المتحدة ، إذا كان السكان البشريون مهمين لها ، فلماذا ستساعدها الحكومة السعودية القمعية بطائراتها وأسلحتها على القضاء على التشرد اليومي للأطفال والشعب الجائع في اليمن ، أين تتوافق هذه الجرائم مع حقوق الإنسان و فی الختام ان أشكر خالص الشكر والتقدير لجهود المشاركين في المؤتمر الدولي لحقوق الإنسان في أمريكا الذين يحاولون إظهار الوجه الحقيقي والإجرامي للولايات المتحدة أمام الأمم ، وسأواصل جعلهم أكثر نجاحًا في تحقيق أهدافهم من الله جل و علی.
والسلام علیکم ورحمة الله و برکاته
حسین النوری الهمدانی